منتدى دار اهل القرآن بالحضرة الجديدة بالاسكندرية
ماالفرق بين الإرادة الكونية والإرادة الشرعية ؟  Hello10
منتدى دار اهل القرآن بالحضرة الجديدة بالاسكندرية
ماالفرق بين الإرادة الكونية والإرادة الشرعية ؟  Hello10
منتدى دار اهل القرآن بالحضرة الجديدة بالاسكندرية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى دار أهل القرآن بالحضرة الجديدة بالاسكندرية
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ماالفرق بين الإرادة الكونية والإرادة الشرعية ؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هبة سليم
مديرة المنتدى
مديرة المنتدى
هبة سليم


المساهمات : 166
تاريخ التسجيل : 10/05/2011

ماالفرق بين الإرادة الكونية والإرادة الشرعية ؟  Empty
مُساهمةموضوع: ماالفرق بين الإرادة الكونية والإرادة الشرعية ؟    ماالفرق بين الإرادة الكونية والإرادة الشرعية ؟  Emptyالخميس مايو 12, 2011 10:57 pm

ماالفرق بين الإرادة الكونية والإرادة الشرعية ؟  12989258151





الفرق بين الإرادة الكونية والإرادة الشرعية


الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه , والصلاة والسلام على نبينا محمد القائل : من يُرد الله به خيراً يفقهه في الدين , وعلى آله وصحبه أجمعين , أما بعد :
فقد بيّن الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله الفرق بين إرادة الله الكونية وإرادته الشرعية في شرحه للعقيدة السفارينية فقال رحمه الله :
والفرق بين الإرادة الكونية والإرادة الشرعية من حيث الحكم من وجهين :
الوجه الأول : أن الإرادة الكونية يلزم فيها وقوع المراد ، والإرادة الشرعية لا يلزم فيها وقوع المراد ، فقد يريد الله الشيء شرعا ولا يقع .
الوجه الثاني : الإرادة الشرعية لا تكون إلا فيما يحبه الله ، والإرادة الكونية تكون فيما يحبه وما لا يحبه . فمثلا الإيمان والعمل الصالح مراد لله شرعا لا كونا ؛ لأن من الناس من لم يؤمن ومن لم يعمل صالحا ، ولو كان مرادا لله كونا وقدرا للزم أن يؤمن الناس كلهم ويعملوا صالحاً .
فإذا قال قائل : الكفر الواقع من بني آدم هل هو مراد لله ؟
فنقول : مراد كونا لا شرعا ؛ فمراد كونا لأنه واقع ، وكل شيء يقع فهو مراد لله عز وجل (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) فهو مراد كوناً غير مراد شرعاً ؛ لأن الله لا يريد من عباده الكفر ، وإنما يريد منهم الإيمان .
ونمثل ذلك بالأشخاص فكفر أبي جهل مراد كونا ، والدليل على أنه مراد كوناً لأنه واقع ، وكل شيء واقع فهو مراد كوناً لا إشكال فيه ، وليس هو مرادًا شرعًا ؛ لأن الله سبحانه وتعالى لا يحبه ، وإذا كان الله لا يحب شيئا فإنه وإن وقع غير مراد لله شرعاً .
وإيمان أبي بكر رضي الله عنه مراد كونًا لوقوعه ، ومراد شرعًا لأنه محبوب إلى الله عز وجل ؛ لأنه كما قلنا كل شيء واقع فهو مراد كونًا ، وإيمان أبي بكر واقع فهو مراد كونا , وإيمان أبي لهب - أي تقديراً - مراد شرعاً لا كوناً ؛ لأنه لم يقع ، فمراد شرعاً لأن الله يحب منه الإيمان ؛ لأنه محبوب إلى الله عز وجل , وقد ذكرنا فيما سبق أن كفر أبي جهل مراد كونًا لوقوعه ، غير مراد شرعًا لأن الله لا يحبه , وذكرنا أيضاً أن إيمان أبي لهب مراد شرعًا لأن الله يحبه ، غير مراد كونًا لأنه لم يقع .
وهنا يرد علينا إشكال ! وهو كيف يكون الشيء مرادًا لله كونًا وهو لا يحبه ؟ وهل أحد يُكْرِهه على أن يوقع ما لا يحب ؟ وقد أجاب بعض المعتزلة فقال : كل ما وقع فهو مراد لله كونًا وشرعًا حتى المعاصي قالوا : إن الله أرادها شرعًا ، ولكن هذا فيه إشكال
والجواب السديد في مثل هذه المسألة أن يقال : إن الله يكره كفر هذا الكافر ولم يكرهه أحد على أن يوقع شيئا يكرهه ، لكن هذا الشيء مكروه لذاته محبوب لغيره ، فالكفر الواقع هنا مكروه لذاته محبوب لغيره . ويكون الشيء محبوبًا مكروها باعتبارين ، لا باعتبار واحد فهذا ممتنع .
مثال ذلك : أنك ترى الرجل يأتي بالحديدة محماة حمراء من النار ليكوي بها ابنه المريض ، لكن كيه لابنه ليس مرادًا لذاته ، بل مراد لغيره ، ولهذا تجده محبوبًا له مكروهًا ، محبوبًا من وجه ، مكروها من وجه ؛ من وجه إيلامه لابنه مكروه ، ومن وجه أنه سبب لشفائه ، محبوب , وكذلك الكفر واقع بإرادة الله عز وجل مكروه إلى الله لذاته محبوب إليه لغيره . فلولا الكفر ما عرف الإيمان ، ولولا الكفر لم يكن جهاد ، ولولا الكفر لم يكن امتحان ، ولولا الكفر لكان خلق النار عبثًا ، إلى غير ذك من المصالح العظيمة التي أراد الله سبحانه وتعالى أن يقع الكفر بحكمته ، ولهذا قال عمر رضي الله عنه : ( لا ينقض الإسلام عروة عروة إلا من لم يدخل في الكفر ) يعني أن من عرف قدر الإسلام لا ينقضه ، ولا يعرف قدر الإسلام إلا إذا كان قد دخل في الكفر ، فبضدهما تتبين الأشياء .
وهكذا الله عز وجل يوقع في عباده ما يكرهه لكن من أجل مصلحة أخرى أعظم من إيقاعه وذلك مثل قوله تعالى في الحديث القدسي : ( ما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن يكره الموت وأكره إساءته ولابد له منه ) ، فهذا مما يكرهه الله كونًا لا شرعًا ، لكنه يوقعه عز وجل لما له من المصالح العظيمة ، فإنه لابد من الموت حتى يجازي الإنسان بعمله إن خيرًا فخير وإن شرًا فشر .
.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ماالفرق بين الإرادة الكونية والإرادة الشرعية ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى دار اهل القرآن بالحضرة الجديدة بالاسكندرية :: العقيدة والتوحيد :: قسم العقيدة والتوحيد-
انتقل الى: