حديث3)
التوحيد أول واجب على الناس
قال الإمام البخاري فى صحيحه
وحدثني عبد الله بن أبي الأسود قال حدثنا الفضل بن العلاء
قال حدثنا إسماعيل بن أمية، عن يحيى بن محمد بن عبد الله بن صيفي أنه سمع أبا معبد مولى ابن عباس
يقول سمعت ابن عباس يقول
لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل
إلى نحو أهل اليمن
قال له إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب
فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله تعالى
فإذا عرفوا ذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات
في يومهم وليلتهم
فإذا صلوا فأخبرهم أن الله افترض عليهم زكاة في أموالهم
تؤخذ من غنيهم فترد على فقيرهم
فإذا أقروا بذلك فخذ منهم
وتوق كرائم أموال الناس
(1)
المفردات
أهل الكتاب: هم اليهود والنصارى
كرائم: أي أحسن وأكمل ما يملكون
المعنى الإجمالي
الحديث يوضح فرض التوحيد
وأنه أول ما يخاطب به أهل الكتاب حيث
أوصى النبي
- صلى الله عليه -
معاذاً أن يدعو أهل اليمن
- وكانوا أهل كتاب -
إلى التوحيد أولاً وهو إفراد الله بالربوبية والألوهية
وإفراده بأسمائه وصفاته
كما يوضح الحديث أهمية البدء بالتوحيد
وعدم مخاطبة الناس
بغيره من الفرائض حتى يأتوا بالتوحيد أولاً
ويوضح الحديث أهمية
بعث العلماء إلى الأقطار لتعليم الناس وتفقيههم في الدين
وأهمية تعريف الداعية والعالم بحال من يُرسل لتعليمه
والبدء بالأهم فالأهم في الدعوة والبلاغ
الفوائد العقدية
1- أن أول واجب يتعين مخاطبة الناس به هو التوحيد
كونه الفريضة الأولى التي افترضها الله على عباده
2-أن التوحيد شرط في قبول الأعمال الصالحة
فلا يقبل عمل صالح من عامله إن لم يأت بالتوحيد
أو أخلَّ بأصله وشرطه، لقوله
صلى الله عليه وسلم
( فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله تعالى
فإذا عرفوا ذلك
فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات )
حيث رتب
– صلى الله عليه وسلم –
مخاطبتهم بالفرائض على قبول التوحيد
3- أنه لا يحكم بإسلام أحد ما لم ينطق بالشهادتين
4- أن النطق بالشهادتين وحده لا يكفي حتى يتبع ذلك بالعمل الصالح من أداء الواجبات والفرائض حيث لم يكتف النبي
– صلى الله عليه وسلم -
ببعث معاذ بالتوحيد فحسب وإنما أمره أيضاً بتعليمهم
فرائض الإسلام وشرائعه
يتبع
فضل التوحيد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
(1)
صحيح البخاري - كتاب التوحيد
باب بعث معاذا إلى اليمن
رقم 6937